مقالات

محمد عامر ” أسرة أتلفها الهوي “

” أسرة أتلفها الهوي ” أختزل الفنان الراحل يحي شاهين المشهد العبثي والكارثي لحال الكثير من الأسر التي يترك فيها الرجل زوجته وأولاده باحثًا عن زوجه جديده تطبيقًا لشرع الله في تعدد الزوجات في عبارة ” بضاعة أتلفها الهوي ” وكأن الرجل الشرقي أو سي السيد كما يحلو له أن يطلق عليه وصل لدرجة من الورع والتقوي أنه طبق جميع أحكام وشرائع الله ولم يتبقي له غير تعددالزوجات ليصل لحد الكمال في الدين وينال مكانته العظيمة بالجنة ليستمتع في الجنة أيضًا بالحور العين وكأنه توهم وتخيل نفسه محور الكون الذي يلبي رغباته ويرضي غرائزه دنيا وآخرة.

وإذا تجرأ أحد وسئله عن زوجته وأولاده وأسرته وما وقع عليهم من ضرر نفسي بسبب أنانيته رد ببجاحه وشجاعه يحسد عليها ” أسرة أتلفها الهوي ” ولأني لا أحب الجدال أقتداء بحديث الرسول الله صلي الله عليه وسلم ” أنا ضامن ببيت في وسط الجنه لمن ترك الجدال ولو كان محقًا ” سأتحدث بصراحة لخطورة الموضوع الذي قد يصل في بعض الأحيان للتجرأ علي الشرائع والحدود بالكتب السماوية وهذا غير مبرر أو مقبول لأن هناك فرق شاسع بين خلاف فقهي يحتمل اراء مذاهب مختلفه مثل المالكية والشافعية وابي حنيفة وابن حنبل وبين حدود الله وشرائعه التي لا تحتمل ذلك الخلاف ولا يجوز التلاعب بالألفاظ بها والتحايل عليها في محاوله لخلط الأمور والمفاهيم لفرض رأيي بحثًا عن أشباع غرائزي وأرضاء نزواتي حتي لو علي حساب تشكيك البعض في ثوابت دينية غير قابله للنقاش لأنه هنا يتحول الأمر ” لحق يراد به باطل وسم يدس بالعسل ” ومن القضايا الشائكة بمجتمعنا قضايا ” تعدد الزوجات والتحرش والتعامل مع المرأه بدونيه ” رغم أنها نصف المجتمع بل وأهم ركائزه وللأسف هناك خلط وفهم خاطئ للدين عند البعض وقد يصل أحيانًا للتحايل فالأديان السماوية ليس بها غدر وأنانية واستعباد وقلة اصل بالعلاقات الإنسانية بل فيها سكن وموده ورحمه وإحترام متبادل ونصوص الدين ليست جامدة وظالمة ولكن روح الدين اشمل وأعم في رحمته وعدله وكل من يخالف ذلك فهو تصرف فردي شاذ ليس للدين علاقه به فلا يجب أقحام الدين في أي نقاش بلا داعي وفي رأيي الشخصي الذي أتحمله أمام الله إنه رغم وجود نص قرآني يبيح تعدد الزوجات ولكن ذلك وفقًا لشروط ومعايير وضوابط أري انه نادرًا بل ومن المستحيل توافرها وأولها وجود ظروف قهريه تؤدي لإستحالة العشرة بين الزوجين ثم إخبار الزوجة الأولي قبل الزواج الثاني وتخييرها بين الاستمرار او الانفصال وفقًا لقناعاتها وليس فرض الامر الواقع عليها والأهم من كل ذلك العدل وليس العدل بالنفقة وتقسيم أيام التواجد بين الزوجات كما يشاع ولكن العدل الحقيقي هو العدل بالقلب والمشاعر والمودة والرحمة وهذا مستحيل تحقيقه لأن خير الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لم يستطع تحقيقه وكان يدعو الله ” اللهم سامحني فيما لا استطيعه ” وهو ميل قلبه للسيدة عائشه رضي الله عنها وأين نحن من رسول الله !!! لكل ما سبق يتضح ان تعدد الزوجات ليس رفاهية وفنتازيه واوبشن منح ل سي السيد دون غيره ليتميز به عن زوجته ليرضي غريزته وفحولته وفقًا لهرموناته ضاربًا بعرض الحائط ما يسببه قرار زواجه من آثار وخيمه وأبعاد نفسيه وماديه ومعنويه وقعها مؤلم علي زوجته وأولاده حتي يهرب من مسؤوليات الزواج ويتحايل علي ضعفه وقلة حيلته بمبرر الشرع ويقفز من المركب تاركًا أمواج الحياه تلطمها وتغرق أسرته غير عابئ بذلك في خسه ونداله لا تمت للرجوله بصله لأن مفهوم الرجولة هو تحمل تبعات قراري وليس الهروب من زواج لآخر مخلفًا ورائي ضحايا من النساء والأطفال المشوهين نفسيًا لأصدر قنابل موقوته للمجتمع متجاهلا حديث الرسول صلي الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله – صلى الله عليه وسلم (( كَفَى بِالمَرْءِ إثْمَاً أنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ وفي روايه أخري من يعول )) حديث صحيح رواه أَبُو داود وغيره ورواه مسلم في صحيحه وقضية التعدد بالدين كقضية تطبيق الحدود بالكبائر كرجم الزاني حتي الموت لو متزوجًا او جلده لو غير متزوج وقطع يد السارق ” كلها قضايا شائكة ولها ضوابط ” لأن روح ورحمة وسماحة الدين جعلت الأصل في الذنب الستر والتوبة وعدم المجاهرة والأعتراف بالذنب ليكون الأصل في تطبيق الحدود ان تكون رادعًا حتي لا يرتكب الذنب وتطبق فقط علي من يرتكب الذنب جهارًا نهارًا حتي لا يشيع الفتنة والفوضى بالمجتمع ودليلي علي كلامي حتي لا أتهم بالجهل وتجرئي علي الفتوي هو حديث الرسول صلي الله عليه وسلم عندما قال غاضبًا ” والله لن يدخلها ثلاث مرات حتي احمر وجهه قالوا من يارسول الله قال المجاهر بالذنب يستره الله فيعترف ويفضح نفسه ويرفع ستر الله عنه ” وكان الرسول يقصد الجنه ان المجاهر بالذنب لن يدخلها ” وهناك أحاديث صحيحه كثيره منها عندما جاء للرسول زاني يعترف بذنبه فأعرض الرسول عنه محاولًا اثنائه عن مجاهرته بالذنب حتي لا يطبق عليه الرسول حد الزنا إذًا هناك خلط بالمفاهيم عند الرجال في الهدف من تعدد الزوجات وقد يتلاعبوا بالألفاظ ويتحايلوا علي المجتمع والقانون ويستخدموا آيات واحاديث سندًا لهم ليقولوا حقًا يراد به باطل ليبرروا ندالتهم مع زوجاتهم واولادهم بحثا عن نزوه وفريسه جديده ولكنهم لن يتحايلوا علي الله الذي ” يعلم الغيب وما تخفي الصدور ” وأخيرًا القضية الشائكة الاخري ” التحرش ” وفي رأيي ان هناك موروث من الثقافة الذكورية الخاطئة بمجتمعاتنا الشرقية ويساهم في ترسيخها للأسف النساء الاتي يتحملنا جزء كبير منها ثم يشتكوا ويدفعوا ثمنها وذلك عندما تربي الأم الأطفال علي مفهوم ان البنت غير الولد وتميزه بحقوق وأمتيازات ما أنزل الله بها من سلطان دونًا عن أخته فتفسده بتدليلها ليدفع ثمن ذلك زوجته وأولاده مستقبلًا ثم بعد ذلك توافق المرأة علي رجل متعدد العلاقات كزوج لها وتفرح لانه اختارها هي دون غيرها من النساء وتوهم نفسها انه يحبها وربنا هيهديه بعد الزواج ثم تشتكي بعد الزواج انه عينه زايغه وخاين وهيتجوز عليها رغم انها هي من اسائت الأختيار كزوجة وأسائت التربية كأم وساهمت في صناعة هذه النماذج الشاذه من ” اشباه وانصاف الرجال ” بسذاجتها فظلمت نفسها وأولادها بأختيار زوج لا يستحق لقب رجل ونصيحتي للرجال ان يستوعبوا ويتقبلوا ان الرجال والنساء بالمجتمع سواسية ولهم نفس الحقوق واي مجتمع يميز الرجال عن النساء فهو مجتمع رجعي ومتخلف ويخلق رجال غير أسوياء نفسيًا ويعانوا من الشيزوفرينيا مثل نموذج سي السيد فهو خارج البيت هلاس ومتحرش وعبدا لنزواته وغرائزه بل ويمسك الصاجات لعشيقته وداخل البيت علي النقيض تمامًا صوته جهوري ليرهب زوجته واولاده ويمسك لهم العصا بدلًا من الصاجات، وقد تكون في أغلب الأحيان زوجته هي من تعوله هو وأولاده لأن سي السيد مشغول عن قضية توفير مستلزمات اسرته بقضية اهم بكثير وهي صراع القوامة والسيطره وفرض رجولته الوهمية علي من أوقعهم قدرهم وحظهم العثر أن يكونوا من رعيته ويضيعهم بأنانيته وغبائه متناسيا أهم واجباته أن ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ” ولكن ليعلم سي السيد ان الله يمهل ولا يهمل والعداله الألاهية ستقتص من الجميع ” إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى