شركاء النجاحمنوعات

أبو إسلام صاحب مخبز وحلواني الصفوة يحول المستحيل لواقع جميل

 

عمالة فملكية خاصة فشهرة.. كيف ابتكر شيف موهوب آلاف الوصفات وافتتح فرعًا بالسعودية بـ8 سنوات؟

 

على غرار “المتشخلعة”.. محمود يبتكر آلاف المخبوزات ويسميها “بالميه” و”بريزيانه”

 

27 عامًا بصناعة المخبوزات.. قصة كفاح بدأت من الصفر وانتهت بفرع في السعودية

 

 أبو إسلام: كنت أخسر أموالًا كثيرة في البداية لكني تحملت

 

أبو إسلام: فرع السعودية حقق شهرة ومبيعات رغم حداثته

 

صاحب مخبز الصفوة: النجاح في مصر صعب.. الناس تحب البراندات بغض النظر عن الطعم والجودة

 

صاحب “الصفوة”: ابتكر صنفين أو ثلاثة يوميًا.. ويوجد 10 آلاف صنف بالمخبز

 

صاحب مخبز الصفوة: أدمج المطابخ العالمية بجودة وخامات مصرية.. وأدير 40 عاملًا

 

صاحب مخبز الصفوة: الأهم شهرتي بابتكاراتي في الأصناف بصرف النظر عن كسب المال

 

صاحب مخبز الصفوة: المُقَلِد منتجاته لا تستمر.. السر في الجودة والمعدات والضمير

 

صاحب مخبز الصفوة: الشغل يأخذني من بيتي دائمًا.. وأرى أنني ضحيت بالاستقرار مقابل النجاح

محمود محمد السيد الشهير بـ "أبو إسلام"
محمود محمد السيد الشهير بـ “أبو إسلام”

 

شيماء عاطف

 

بلغ الـ 13 من عمره، ليجد نفسه متيمًا بالخلطات، قليل من الملح مع كثير من السكر أو العكس، توابل مختلفة من كل مطعم وعلى كل طريقة، لكل وصفة مقاديرها التي لا يخطأها “الشيف بالفطرة” الذي نمى بداخله مع مرور الوقت، وترعرع فيه حتى انتهى به إلى أشهر مخابز حدائق الأهرام وضواحيها، “مخبز وحلواني الصفوة”.

 

تعرفه بسيماه، بشوش طيب اللسان واليد، يقابلك بابتسامته العريضة ليحدثك عن أشهى وأحدث وصفاته اليوم، كل يوم لديه جديد في وصفاته وابتكاراته، يطلق على هذه الوصفة اسم “بالميه”، أو تلك اسم “بريزيانه”، المهم إنك سينتهي بك المطاف محملًا بهذه الوصفات التي ستجبرك عودة المسير فيما بعد، ففي يده سحر الموهبة التي أثقلتها الخبرة وأقرتها شهية العملاء.

جازف محمود محمد السيد، 40 عامًا، الشهير بـ “أبو إسلام” كثيرًا، وتعرضت حياته لخبطات متتالية فرضتها طرق السير منفردًا، صعد سلم النجاح خطوة خطوة حتى تحول حلمه وشغفه إلى حقيقة، وأصبح لديه قصة يرويها.

يقول محمود: “بدأت طريقي كمبتدئ ثم كعامل في محل مخبوزات ثم صاحب محل خاص صغير ثم كبر المحل وأصبح مخبزًا، ثم كبر الاسم، حتى أصبح المحل محلين؛ الأول هنا في مصر، والثاني في السعودية، كنت أخسر أموالًا كثيرة في باديء الأمر، لكنني تحملت كل هذا”.

أتى الأربعيني الموهوب من ربوع محافظة سوهاج ليعمل ويكد في ضواحي القاهرة حتى صنع لنفسه اسمًا، يتمنى هو وشركائه مع الوقت أن يصبح “براندًا” في عالم المخبوزات والحلويات، طموحه غير محدود، يتمنى أن يفتح فروعًا كثيرة في كل أنحاء مصر وخارجها أيضًا.

يضيف الشيف لـ”الأهرام نيوز” أن فكرة مخبز الصفوة في السعودية لاقت رواجًا بين الناس، فهي فكرة حلوة ومحبوبة، حيث لا يوجد مخبوزات كثيرة في السعودية، ويسيطر عليها فكرة المعلبات، لذلك حبها الناس، فالمحل هناك يحقق شهرة واسعة ومبيعات أوسع، على الرغم من صغر عمره، فهو لا يتجاوز 4 أشهر.

شيكو، شريك "أبو إسلام" في المخبز
شيكو، شريك “أبو إسلام” في المخبز

ويكمل: “في نية نكمل فروعنا في مصر، لأن الشركاء معي دخلوا بالمال وأنا بالعدة والمجهود والدماغ، في مصر نسبة النجاح مختلفة وصعبة شوية عن السعودية، الناس هنا شغالة على البراندات بغض النظر عن الجودة والطعم، الناس تشتري اسمًا وشكلًا، أنا ابدأ خطوة بخطوة هنا وحتى نصنع البراند محتاج ابحث عن محل جديد بواجهة ونظام، محتاج معدات بتوسع وسيولة، لدي الإماكنية الفنية، فأنا مبتكر لوصفات كثيرة والناس تشتريها، بعمل إعلان اطلب شيف إيطالي أو شيف جديد يخبز مخبوزات حلواني ويبتكر أكلات جديدة على الناس، لا توجد حتى في البراندات، أنا استعين بمطابخ عالمية ثم أُدخل عليها الوصفات العربية وأجود منها حتى أصنع ابتكارات مختلفة”.

ولأن روح الفريق دائمًا ما تتسيد الأعمال الناجحة، فإن الشيف محمود يتعاون مع حوالي 40 عاملًا لديه في المخبز، يديرهم جميعًا وبشكل مباشر، يحضر الوصفات الدقيقة للشيفات حتى يبدعوا في المنتجات النهائية، لأن غرضه التسويق وصناعة الاسم أكثر من صناعة المال، ولو أنه ضرورة، لكن – في رأيه- ليست ملحة حاليًا، فالأهم لديه أن يعرفه الناس بابتكاراته في الطبخ.

يوضح صاحب حلواني الصفوة: “المخبز عمره 8 سنوات، نفسي أكون براند كبير، ويصبح لدي مليون فرع، لأن جودة منتجاتي لا توجد بالقاهرة، فكل العملاء من خارج حدائق الأهرام، هناك من يقلدني، لكن الخامات غالية، ومن يقلد يخسر ولا يتحمل الخسارة، وبالتالي منتجاتهم لا تستمر، لذلك فإن رؤيتي هي المجازفة بمنتجات ربما تكلفني كثيرًا لكن ليس عليها إقبال كبير، وذلك لصناعة براند، ويكفيني أن العميل الذي يدخل المخبز مش عارف يأخذ ايه ولا ايه بسبب الوصفات الجديدة يوميًا، ومن يأتي اليوم بمفرده، يأتي اليوم التالي ومعه أصحابه وأهله، وبالتالي العملاء تكتر، وذلك بسبب الجودة والخامات والضمير”.

يعدد صاحب مخبز الصفوة أسباب نجاح محله، فهناك معدات إيطالية يستخدمها في صناعة المخبوزات، وخلطات عديدة وخامات جيدة، قائلًا: “هناك من يقلدني لكنه لا يستمر لأن المعظم لا يريد إعطاء خامات عديدة وفي المقابل تريد أن تحقق أرباحًا طائلة، لو شيف ممتاز دخل محل فيه خامات وإمكانيات مختلفة عن المعتادة لديه، هذا يؤثر على جودته وشغله، مثلًا لو هناك شيف يعمل بقلاوة بكيلو سكر، أقوله نص أو تلت كيلو، يعتذر عن المقادير والخامات”.

في باديء الأمر، شعر محمود بالإحباط، وذلك لأن العمل متعب والعمالة فيه قليلة، فقرر أن يترك المهنة بعد فترة معينة، لكن مع كبر سنه، وجد أنه من الصعب تغيير الفكرة والشغل، لذلك قرر النجاح في مهنته والاستقرار فيها، يعمل جاهدًا أن يصنع لنفسه اسمًا كبيرًا في السوق، حتى لا يقارنه العملاء بالبراندات الكبيرة بعد معرفتهم بأسعار بعض الوصفات بالمخبز، فهو يرى أن مخبوزاته ووصفاته أحسن من البراندات الشهيرة، حتى لو ارتفعت أسعار بعضها، فهو يقدم جودة وطعمًا، وليس اسمًا أو خدمات.

مخبز وحلواني الصفوة
مخبز وحلواني الصفوة

يردف شيف المخبوزات: “هناك خلافات مع زوجتي بسبب أن الشغل يأخذني من البيت دائمًا، كل همي أكبر شغلي، الشغلانة متعبة ومجهدة وعاوزة تفرغًا، أنا أدير شركة بكل عمالها أتابع الخسائر واهتمام العاملين أو تسييبهم، ووزن الخامات وحساب الهالك وحساب الداخل والخارج، لدي بالمخبز حوالي 10 آلاف نوع، كل يوم لدي جديد، هناك من يصور لي المنتج ويقولي عاوز هذا المنتج، وناس تطلبه بالوصف، حينما يقولون لي الوصف أعرفه، الناس عاوزة الجديد يوميًا، أنا بشوش وأتعامل مع العملاء بلطف، وناس كتير عاوزة تستفيد مني وعاوزة شراكة”.

يمتلك الشيف الموهوب ولدين هما إسلام وحنين، حينما يفرغ محمود نفسه لهما يومًا أو يومين يخرج معهما على الفور، فهو يرى أنه ضحى بالاستقرار بسبب النجاح، ويتمنى أن يراعي أولاده بعضهم ويتعلمون جيدًا ليتمكنوا من صناعة شيئًا جيدًا لأنفسهم، ويختتم حديثه بسبب تسمية لمخبزه بهذا الاسم أن “الصفوة” اسم معروف يدل على الثقة والأمانة والإخلاص، كما أن شريكه في المخبز يعامله بمنتهى الثقة والصدق والأمانة، وهو أهم ما يميز الشركاء.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى