أخبارمقالات

محمد عامر يكتب : حاتم الطائي الرؤية والحقيقة

وسط فوضي من الخذلان بداخلي لا أستطيع لملمتها وخوف علي أولادي من المستقبل، وأنا أشاهد أطفال غزة يسحقون بلا رحمة في مشاهد متكررة أعتدت علي رؤيتها حتي تبلدت مشاعري وتحولت أرواح شهداء غزة لكوابيس جاثمة علي صدري تطاردني وتؤرق نومي حتي أصبحت أكره الأستيقاظ، لأن شئ بداخلي يخبرني أن التعافي أكذوبة وأن نفس المصير ينتظر أولادي ، وأتسائل هل حقاً ” من لم يؤذ لن ينجو “، وهل سأقف عاجزاً وقتها مثلما أقف عاجزاً عن نصرة أطفال غزة الآن وسط كل تلك المشاعر الصعبة.

أري في كتابات ومقالات حاتم الطائي بصيص من الأمل وكأنها نقطة ضوء في نفق مظلم تعيد لروحي الطمأنينة، ولكن لكي أصدقكم القول أحياناً أشعر بالشك مرة أخري، وأخاطب نفسي قائلاً لا تحلم وتصدق الوعود لإن نهايتها كسر القلب، لإنه دائماً يسبح في مقالاته عكس التيار ويغرد خارج السرب وحيداً ويتحدث بثقة وتفاؤل عكس معطيات الواقع ربما لإنه حالم ويعيش في عالم موازي، ولكن عندما يتبادر لذهني قصة والده الشيخ حمد بن عيسي الطائي وتاريخه النضالي في مقاومة الأحتلال البريطاني في عمان، حيث كان يعمل مترجما في القنصلية البريطانية لكنه أنضم إلي المقاومة العمانية ضد الأحتلال البريطاني ليرسل رسائل تحذير إلي قيادة الإمامة ليتم إعتقاله وسجنه، وبعد العفو عنه عمل في الجيش السلطاني العماني عندما أستحضر تلك القصة الملهمة أعي وقتها من أين أستمد حاتم الطائي تلك القوة والرؤية المغايرة تماماً للحقيقة والواقع المرير الذي تحياه الدول العربية.

حاتم الطائي لا يكتب بقلمه ولكنه يكتب من قلبه ويصدر طاقة إيجابية نحن في أمس الحاجة لها ، وإذا تابعنا رصده للأحداث الجارية بمقالاته بموضوعيته ومصداقيته المعهودة لتذكرنا قول النبي صلي الله عليه وسلم ” الخير في أمتي إلي يوم الدين ” ، لإن حاتم الطائي يدعونا جميعاً الا نستسلم لليأس والأحباط مهما كان المشهد عبثي وقاتم ، لإن مقاييس الله غير مقاييس البشر،  ودائماً تولد المنحة الألاهبة من رحم المحنة، وكما عبر بمنتهي البلاغة في مقاله ” تضحيات النصر القادم ” قائلاً الله العدل لا يرضي الظلم.

حاتم الطائي لم يرفع الراية البيضاء ولم يرمي سلاحه الوحيد الذي يمتلكه وهو قلمه في وقت تخاذل فيه الكثير ، ولكنه ظل ثابتاً علي موقفه دون موائمات أو خوف حتي عندما تعرض موقع جريدة الرؤية للغلق ، بسبب ما ينشره لفضح جرائم إسرائيل أو دراكولا العصر التي تقتات علي دماء الأبرياء، وفضح مخططات زعيمة الشرور والآثام الولايات المتحدة الأمريكية كما وصفهم بمقاله ” انتصار المقاومة وفساد الأنظمة ” لم يتراجع، لإنه وجميع الصحفيين الشرفاء قطعوا عهداً أمام الله وضمائرهم وأمام المجتمع أن يظلوا أوفياء لقول الحق ، مؤكدا أن الأحتلال المجرم لن ينجح في قصف أقلام الصحفيين أو كسر كاميراتهم أو تحطيم ميكروفوناتهم كما قال بمقاله ” قتل الصحفيين جريمة لا تغتفر “، موضحاً في شجاعة يحسد عليها أن أمريكا كيان يقتات علي الحروب وإدارة الصراعات، ساخراً من ترامب الذي يحلم بجائزة نوبل للسلام متوهما إنه رسول سلام للبشرية ورجل سلام، وهو في الحقيقة محامي الشيطان كما قال بمقاله ” وزارة الحرب الوحشية ” متهماً إسرائيل بإنها تريد أن تلعب دور شرطي المنطقة، رغم كونها في حقيقة الأمر الوكيل الإجرامي للولايات المتحدة لتنفيذ مخططاتها الشيطانية مثل ريفيرا الشرق وممر داوود والشرق الأوسط الجديد وإسرائيل الكبري، كما كتب بمقاله ” أوهام الإمبراطورية الصهيونية “، وأيضاً فضحه لمخطط مشروع الدرع الإبراهيمي بمقاله ” هزيمة الصهيونية ” وفضحة لسلاح الأبتزاز في فضيحة ملفات إبستين الشهيرة للمخرج الأمريكي اليهودي الأصل جيفري إبستين كما جاء بمقاله ” الأخطبوط الصهيوني “، ولم يكتفي حاتم الطائي بذلك بل وصف ترامب ونتنياهو بفرعون وهامان هذا العصر بمقاله ” جريمة القرن ” .

حاتم الطائي أكثر ما يميزه هو إنسانيته فهو يدعم غزة كأنسان قبل أن يكون إعلامياً ويؤكد في كلمات خالدة أن غزة تنتصر بدماء الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمناً لكرامتهم التي لا يمتلكوا سواها.

وأخيراً فإن المجال لا يتسع ومقال واحد غير كافي لأتحدث عن حاتم الطائي صاحب التاريخ الإعلامي والوطني المشرف ورئيس تحرير جريدة الرؤية العمانية والأمين العام للمنتدي العماني للشراكة والمسؤولية الأجتماعية، وصاحب العديد من المبادرات الأجتماعية والشبابية، ويكفيني أن يتشرف إستفتاء الأهرام نيوز السنوي الدولي لإختيار الأفضل في 2025 بوجوده وتكريمة كأفضل إعلامي وشخصية مثالية لتميزه إنسانياً ومهنيا ، حيث يعد نموذجاً محترماً ومشرفا ومثالا وقدوة يحتذي بها وتتشرف به المناصب والجوائز .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى